Admin Admin
عدد المساهمات : 249 السٌّمعَة : 5 تاريخ التسجيل : 17/07/2009 الموقع : https://ajyal-algad.yoo7.com
| موضوع: كلمات ومشاعر بحق الرئيس الرمز أبو عمار الأحد يوليو 26, 2009 12:49 am | |
| [size=24] كلمات ومشاعر بحق الرئيس د. جورج حبش | لقد رحل أبو عمار، وغاب عن ساحة النضال، غاب عن الدنيا وهو شاغلها... غاب عن فلسطين التي أحبها وأحبته ولم يزل المسير نحوها لم يتوقف ولم يزل شلال الدم الفلسطيني يتدفق على أرضها وأوديتها وهضابها... ولم تزل المقاومة الفلسطينية تقاوم وتعاند إملاءات القوة والبطش والجبروت الاميركي والصهيوني. |
هي وحدها لحظات الرحيل الابدي... التي تترك صدق المشاعر، ونيل المقاصد... مشاعر الحزن على قائد ترك بصماته واضحة على مسار قضيته فلسطين... مشاعر تخلو من حسابات ومعايير السياسة ومعاركها... فنحن اليوم نفتقد مناضلا مثابرا، وقائدا وسياسيا ورمزا ورئيسا للشعب الفلسطيني كرّس شبابه وعمره كله في النضال ومقاومة الاحتلال الصهيوني وفي خدمة قضايا وطنه وشعبه... نفتقد قائدا كان حتى الامس يشكل ركنا حيا من اركان الرواية الفلسطينية بطبعتها المعاصرة. |
إن تاريخ الرجل بنضاله يندغم بتاريخ القضية، كما اندغم تاريخ المجاهد القسام والحسيني وابو جهاد وغسان كنفاني وابو علي مصطفى وأحمد ياسين والرنتيسي وفتحي الشقاقي وابو العباس وكل قيادات الشعب الفلسطيني التي رحلت في صفحات التاريخ الفلسطيني. اندغم تاريخه... نضاله... بفلسطين ليعطيها سفرا مضافا، وصفحات جديدة... تحكي الرواية... لقد شكل بنضاله ورمزيته فصلا كاملا من التغريبة الفلسطينية طيلة اربعين عاما من النضال. |
ن للشهداء والمناضلين الراحلين حقاً علينا. ان نذكر محاسنهم، <<اذكروا محاسن موتاكم>> وفاء لهم. وعهدا قطعناه معهم بأن تستمر المسيرة... فقد اعطى ابو عمار جل جهده لفلسطين ولشعبه. اربعون عاما ثابر فيها، وقاتل وقاوم، وصارع، وقاد الشعب الفلسطيني من محطة الى محطة، ومن زمن الى زمن، ومن موقف الى موقف، وظل صامدا في وجه المطالب الاميركية والصهيونية بدفن القضية ووأد حق العودة. |
نها لحظات يستذكر المرء فيها تلك التجربة الطويلة المريرة والمتعرجة من النضال الوطني الفلسطيني المعاصر وهو على رأسها... شريط الاحداث لا ينقطع من بث الصور والمشاهد وتداعيات الاحداث... منذ الرصاصة الاولى... وتفجير الثورة المعاصرة... ومعركة الكرامة، ورحيل الثورة من الاردن بعد معارك ايلول وجرش وعجلون... والحرب في لبنان... واجتياح بيروت، والصمود الفلسطيني طيلة 88 يوما... ورحيل الثوار في مشهد سريالي وهم مجللون بأكاليل الغار ودموع المظلومين والمقهورين تودعهم على شواطئ بيروت... انتفاضة فلسطين الاولى... والانزلاق الاخير نحو اوسلو... وانتفاضة الاقصى التي تحولت الى مقاومة لم تزل جذوتها لم تنطفئ، كان مشهدها الاخير حصار الرجل لوقف دوره ونضاله في قلعة <<المقاطعة>>. شريط من الاحداث لا يتوقف... حيث محطات العمل السياسي كثيرة... فقد كان ابو عمار حاضرا وفاعلا ورابط الجأش بكل رمزيته وكوفيته وحيويته ومثابرته طيلة هذا الشريط من التجربة الطويلة. |
أسأل نفسي من كان يستطيع ان يعبر هذه التجربة الطويلة، وهذه المحطات السياسية والعسكرية التي تقاطعت فيها حروب الاعداء التي لم تتوقف مع المؤامرات السياسية التي لم تزل، مع العجز والصمت العربي الرسمي...! على مذابح الشعب الفلسطيني طيلة عقود...! لقد عبرها ابو عمار مع شعبه الفلسطيني وفصائل الثورة الفلسطينية دون ان تلين له قناة او تضعف عزيمته. |
ن رفيق درب، وقائد ثورة، ورئيس سلطة، حيث اختلفنا كثيراً، وتوافقنا كثيراً، وتوحدنا وتباعدنا، وتقاربنا، لكنها فلسطين وحدها كانت الوسيط الأهم لتوحدنا المرة تلو المرة... حيث هي الغاية والهدف، فقد كانت فلسطين بثورتها وشعبها وشهدائها وأسراها اكبر من اي خلاف او تنافر فقد كانت فلسطين هي الروح التي نستمد منها العزم والتصميم والالتحام والتوحد. |
رحل الرئيس المناضل... ولم تزل فلسطين هي الموحد القوي لقوى شعبنا الفلسطيني وأطيافه وشرائحه في قراه ومدنه ومنافيه. |
ي هذه المناسبة الأليمة عليّ وعلى شعبنا... علينا ان نتحلى بالشجاعة والإرادة والتصميم ونردد امام عدونا الصهيوني وكل من يتربص بنا شراً وضرراً كلمة أستعيرها من الأخ ابو عمار... <<يا جبل ما يهزك ريح>>، فلن تؤثر في صمودنا هوائل الزمن، ولن ينال من عزيمتنا غياب القادة ورحيل الرموز... بل هي مناسبة لتحويل احزاننا الى افعال وبرامج ومواصلة للنضال وتوهج للابداع الفلسطيني في تجاوز مصاعبه. |
جب علينا ان نحول رمزية الشهيد ابو عمار، الى <<رمزية وقدسية فلسطين>>... و<<رمزية المؤسسة>> التي لا ترحل... فاشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال والقيادة والسلطة يجب ان يتمظهر بصور حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنه... فالشعب الفلسطيني اليوم هو احوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر... والسير موحدين عبر هذا الماراتون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد... وهو امر يفرض ويستوجب من القوى الوطنية والاسلامية والسلطة الفلسطينية ان تعمل وتبحث عن الصيغ الممكنة والمناسبة لقيادة الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وانتفاضته الشعبية. |
لى شعبنا ان ينظم صفوفه وأفعاله وسياساته وتكتيكاته عبر مؤسساته الوطنية التي بناها بدماء الشهداء وجهد المناضلين والقادة. |
ن مفصلاً هاماً وضرورياً في رؤيتنا الاستراتيجية وتكتيكنا الوطني يجب ان يتوضح عبر الحفاظ على دور ووظيفة م.ت.ف. هذا الدور الذي حدده الميثاق الوطني الفلسطيني في سياق الرؤية الفلسطينية للصراع العربي الصهيوني... الامر الذي يستلزم الوعي الاستراتيجي لأهمية إعادة الاعتبار ل م.ت.ف. وبنائها على أسس سياسية وديموقراطية كي تتحمل المسؤولية التاريخية في قيادة نضال الشعب الفلسطيني على المستوى العالمي... وكي تبقى الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والذي مثلته طوال ثلاثين عاما واكثر امام العالم بدوله ومؤسساته ورأيه العام. |
يها الرئيس، والأخ، ورفيق الدرب... لقد اعطيت الكثير، الكثير لشعبك ووطنك وفلسطينك... وحولت قضية شعبك من قضية إنسانية الى قضية سياسية مشروعة وحق وطني مسلوب امام كل المؤسسات الدولية... واجتهدت وأصبت... كما اجتهدت وأخطأت... ولك ما لك وعليك ما عليك، غير ان التاريخ يسجل لك ان فلسطين كانت حلمك، والدولة الفلسطينية كانت هاجسك ومسعاك وقبلتك، وكنت رابط الجأش تردد دائماً امام الصعاب والحصار <<يا جبل ما يهزك ريح>>. |
نحن اليوم إذ نودعك نعاهدك ونعاهد كل الشهداء ان فلسطين ستبقى الحلم والبوصلة التي لن تحرف المسار. |
يها الرئيس الراحل... انها لحظات قاسية على شعبنا امام مشهد الوداع الأبدي فقد كنت اكبر من الحصار... ولم يستطع ان يفك حصارك احد...! لكنه وحده الموت الذي فك حصارك... |
سلاماً على روحك الطاهرة... وسلاماً لكل أرواح الشهداء |
/size] | |
|